قصة كلها اكشن

عاش قالق بن فرشط قبل ثلاث مئة مليون سنة يرفل بسعادة بالغة مع أسرته والمكوّنة
من أمه وأبيه وزوجته وبنِيْه
وكان يخرج صباح كل يوم ليصطاد من الطرائد ويأتي بالفريسة إلى أهله ويأكلونها
إذ كانوا يأكلون اللحم نيّاً بدون طهي أو شواء فما أن يأكلون حتى يُصاب الواحد منهم
بتلبّك في المعدة ويستسلمون للنوم وقد هُضم اللحم أيما هَضْم وهكذا دواليك كانت حياتهم
وفي يوم من الأيام وهم مستلقون نياماً
إذ هاجمهم ديناصور ضخم وقد عثى فساداً بأهل قالق ودبّب في قلوبهم الرعب
بعد أن أكل أبا قالق في لقمة واحدة
حزن قالق حزناً شديداً على أبيه وكذا أهل بيته وخصوصاً أم قالق إذ فقدتُه فقداً مُرّاً
وباتت تتذكّر تلك الأيام الخوالي بينهما
وكيف أنه كان يداعبها ويمازحها ويرجمها بالحصى على أم رأسها وكانت سعيدة بذلك
وجاءهم الديناصور مرة أخرى وهاجم قالق وأسرته الصغيرة بيد أن أكل أم قالق هذه المرة
وكأني به أراد أن يُريحها من عذاب الهواجس والتفكير بزوجها فرشط ووضع حدٍّ لمعاناتها
بات قالق حزيناً على أمه وأبيه المغدورين وأقسم بشجرة كان يعبدها ألا يهنأ له بال حتى ينتقم لهما
وانتظر مجيء الديناصور وقد حفر خندقاً أمام كهفه ووضع بعضاً من الحشائش والحطب
وأمر أهله بالخروج إلى كهف آخر وجعل يزبّط خطّته ويعدّ العدّة وظل مستيقظاً طوال الليل ينتظر
فإذا بالديناصور قد جاء يتحسس أهل قالق بعد أن أهلكه الجوع يريد أن يأكل واحداً منهم
ورأى قالق قُرب كهفه ولحق به بخطوات واسعة
كانت زوجة قالق واسمها أخنوخه تنظر من بعيد لزوجها قالق وتصيح به
أُهرب يا قالق .. أُهرب يا قالق
وأطلق قالق لساقيه الريح يركض سريعاً ومن ورائه الديناصور يريد أن يأكله
ركض باتجاه كهفه القديم وخندقه الذي حفره ليوقع الديناصور في الفخ
ولما اقترب من الخندق
قفز قفزة محسوبة لا يقفزها هادي صوعان بطل المملكة في سباق 400 م حواجز
وجاء الديناصور يتهبّد ووقع في الفخ
وصرخ صرخةً مُدوّية يتألم فيها من سقوطه
ثم جاء قالق ومعه كبريت وقال للديناصور لقد حرقت قلبي على أمي وأبي ولسوف أحرق قلبك
وولّع بالحشائش فاشتعلت النيران والديناصور يصرخ ويصرخ وقد اشتوى شواءً
وأقسم بالشجرة التي كان يعبدها أن يمثّل بالديناصور ويقتلع قلبه ويمضغه
وكانت المفاجأة الكُبرى
مضغ قالق قلب الديناصور فإذا بطعمه لذيذٌ جداً وجعل يقطع من قلب الديناصور ويأكل
وجاءت زوجته أخنوخة ومعها أطفالها ووجهها تعلوه ابتسامة مُشرقة
فقطع لها من فخذ الديناصور لحمة وقال : ما رأيك بهذا اللحم المُقدّد ؟!
لقد كنا أغبياء يوم أن نأكل الأسود بلا شوي